كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

بالماء مع الأحجار، فقال: «هو ذلكم (¬1)، فعليكموه» (¬2)، أو كما قال، فدل ذلك على أن مسجدهم هو المسجد (¬3) الذي أسس على التقوى.
وجاء من طريق أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عنه، فقال: «هو مسجدي هذا» (¬4).
قال السهيلي: وقد يمكن الجمع بين الحديثين؛ بأن (¬5) كل واحد منهما أسس على التقوى، غير أن قولخ تعالى: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] يرجح الحديث الأول (لأن مسجد قباء أسس قبل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، غير أن اليوم قد يراد به المدة، والوقت، فيكون المععنى من أول يوم؛ أي: من أول عام من الهجرة، والله أعلم (¬6).
وروى الترمذي مسندا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعويم بن ساعدة حين نزلت الآية: «هذا منهم» (¬7)؛ يعني: من الذين يحبون أن يتطهروا، والله أعلم.
¬__________
(¬1) في (ق): "ذاكم".
(¬2) رواه ابن ماجه (355)، طتاب: الطهارة، باب: الاستنجاء بالماء، وغيره من جديث أبي أيوب وجابر وأنس. وانظر:: «الدراية» لابن حجر (1/ 96).
(¬3) "المسجد" ليس في (ق).
(¬4) رواه مسلم (1398)، كتاب: الحج، باب: بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة.
(¬5) في (ق) زيادة: "فيكون".
(¬6) انظر: «الروض الأنف» للسهيلي (2/ 332 - 333).
(¬7) لم أقف عليه عند الترمذي. وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» والإسماعيلي، كما عزاه الحافظ في «الإصابة» (4/ 475)، و «الفتح» (2/ 151) (3/ 459)، عن عروة بن الزبير.

الصفحة 60