كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

وقوله: "مُصِيخَة" -بالخاء المعجمة-، وفي رواية أبي داود: "مُسِيخَة" -بالسين (¬1) -؛ أي: مصغية مستمعة (¬2).
وعنه قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نَحْنُ السَّابِقُونَ الآخِرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتينَا مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَاناَ اللَّهُ لَهُ، (¬3) فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَاليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ"، رواه البخاري، ومسلم (¬4).
ومعنى (بَيْدَ): غير، وقيل: مَعَ، وقيل: على، وفيها لغة بالميم (مَيْدَ)، وقد تكون بمعنى: من أجل.
أنشد أبو عبيد (¬5):
عَمْدًا فَعَلْتُ ذَاكَ بَيْدَ أَنِّي ... أَخَافُ إِنْ هَلَكْتُ لم (¬6) تُرِنِّي (¬7)
من الرَّنين.
¬__________
(¬1) "بالسين" ليس في "ت".
(¬2) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (2/ 433).
(¬3) في "ت" زيادة: "قال".
(¬4) رواه البخاري (836)، كتاب: الجمعة، باب: فرض الجمعة، ومسلم (855)، كتاب: الجمعة، باب: هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(¬5) في "خ": "أبو علي".
(¬6) في "ق": "أن".
(¬7) انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/ 139).

الصفحة 622