كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)
وعظَّمت اليهودُ يومَ السبت لما كان تمامُ الخلق فيه (¬1)، فظنت أن ذلك يوجب له فضيلةً، وعظَّمت النصارى يومَ الأحد لما كان ابتداءُ الخلق فيه، وكلُّ ذلك تحكُّمٌ بعقولهم، وهدى اللَّه هذه (¬2) الأمةَ المحمديةَ بسنن (¬3) الاتباع، فعظَّمَتْ ما عظَّمَ اللَّهُ.
وقد قيل: إن موسى -عليه الصلاة والسلام- أمرَهم بالجمعة وفضلِها، فناظروه في ذلك، وخالفوه، واعتقدوا أن السبت أفضلُ، فأوحى اللَّه -سبحانه- إليه: أنْ (¬4) دَعْهُم وما اختاروا.
وقد قيل: إن اللَّه فرض عليهم يومًا في الجمعة، فاختاروا يومَ السبت، وكأن اللَّه سبحانه وكَّلَ تعيينَ اليوم إلى اختيارهم (¬5)، فاختلف (¬6) اجتهادُهم في تعيينه، فحرمهم اللَّه -تعالى- بركةَ يوم الجمعة، وجعلَه لمحمدٍ -عليه الصلاة والسلام- وأُمته (¬7)، فكانت (¬8) هذه الأمة المحمدية
¬__________
(¬1) "فيه" ليس في "ت".
(¬2) في "ت": "السيدة".
(¬3) في "ت": "بسبب"، وفي "ق": "السير".
(¬4) "أن" زيادة من "ت".
(¬5) في "ت": "لاختيارهم".
(¬6) في "ق": "واختلف".
(¬7) في "ت": "ولأمته".
(¬8) في "ت": "وكانت".