كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)
أسعدَ الأمم بالهداية من حيث كان يومهم هو عروس أيام (¬1) الأسبوع (¬2)؛ كما كان البيت الحرام (¬3) الذي يحجون إليه عروسَ الفلك الأرضي في الأمكنة، المقابل للبيت المعمور.
وكان يوم الجمعة من الأيام المعظَّمة في الجاهلية والإسلام.
قيل: ولم يختلف العلماء أن يوم عرفةَ أفضلُ منه، ولذلك (¬4) عَظُمَ فضلُه إذا وافق يومُ عرفة يومَ جمعة؛ لاجتماع أسباب الفضل فيه.
ولم تزل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يخبرون أن اللَّه تعالى عظَّمه من حيث إن فيه تمام الخلق، وكمال الدائرة، فهو أحد الأسباب التي اختص بها واقتضت تشريفه.
قال مجاهد في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف: 54]، قال (¬5): أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، فلما اجتمع خلقُها يومَ الجمعة، جعلَه اللَّه تعالى عيدًا للمسلمين، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الجُمُعَةُ حَجُّ الفُقَرَاءِ"، و"عِيدُ المَسَاكِينِ (¬6) " (¬7).
¬__________
(¬1) في "ق": "الأيام".
(¬2) في "ت": "الأيام" بدل "أيام الأسبوع".
(¬3) "الحرام" ليس في "ت".
(¬4) في "ق": "وكذلك".
(¬5) "قال" ليس في "ت".
(¬6) في "ق": "الدين".
(¬7) رواهما الشهاب القضاعي في "مسنده" (78، 79)، من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-. وإسناداهما ضعيفان.