كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

فأوله إثبات الذات، وما يستحقه من الكمال والتنزيه عن أضدادها، وذلك بقوله: الله أكبر، وهذه اللفظة -مع اختصار لفظها- دالة على ما ذكرناه، ثم صرح بإثبات الوحدانية، ونفي ضدها من الشركة المستحيلة في حقه سبحانه وتعالى، وهذه عمدة الإيمان والتوحيد، المقدمة على كل وظائف الدين.
ثم صرح بإثبات النبوة والشهادة بالرسالة (¬1) لنبينا - صلى الله عليه وسلم -، وهذه قاعدة عظيمة بعد الشهادة بالوحدانية، وموضعها بعد التوحيد؛ لأنها من باب الأفعال الجائزة الوقوع، وتلك المقدمات من باب الواجبات، وبعد هذه القواعد كملت (¬2) العقائد العقليات فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقه سبحانه وتعالى.
ثم دعا إلى ما دعاهم إليه من العبادات، فدعا إلى الصلاة، فجعلها (¬3) عقب إثبات النبوة؛ لأن معرفة وجوبها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا من جهة العقل.
ثم دعا إلى الفلاح، وهو الفوز والبقاء في النعيم، وفيه إشعار بأمور الآخرة؛ من البعث، والجزاء، وهي آخر تراجم عقائد الإسلام.
ثم كرر ذلك بإقامة الصلاة؛ للإعلام بالشروع فيها، وهو متضمن لتأكد الإيمان، وتكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب واللسان،
¬__________
(¬1) "بالرسالة" ليس في (خ).
(¬2) في (خ): "كلمة".
(¬3) في (ق): "وجعلها".

الصفحة 7