كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

وليدخل المصلي فيها على بينة من أمره، وبصيرة من إيمانه، ويستشعر عظيم ما دخل فيه، وعظمة حق من يعبده، وجزيل ثوابه، انتهى (¬1).
قال العلماء: الأصل في الأذان: ما روى عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - (¬2) قال: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون، فيتحينون الصلوات، ليس ينادى بها، فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بوقا مثل بوق اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا بلال! قم فناد بالصلاة» رواه البخاري، ومسلم (¬3).
قال ع: ظاهره أنه إعلام ليس على صفة الأذان الشرعي، بل إخبار بحضور وقتها (¬4).
قلت: وهذا متعين؛ لحديث عبد الله بن زيد الآتي الآن، وعن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري - رضي الله عنه -، قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل، ليضرب به للناس (¬5) لجمع الصلاة، طاف بي طائف
¬__________
(¬1) انظر: «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 253).
(¬2) في (ق): "عنها".
(¬3) رواه البخاري (579)، كتاب: الأذان، باب: بدء الأذان، ومسلم (377)، كتاب: الصلاة، باب: بدء الأذان.
(¬4) انظر: «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 237).
(¬5) في (ق): "الناس".

الصفحة 8