كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

* ثم الكلاىم على الحديث من وجوه:
الأول: الظاهر: أن (اللام) في: «لتسون صفوفكم»، جواب قسم محذوف؛ والتقدير: والله! لتسون صفوفكم؛ أي: الواقع، ولا بد: أحد الأمرين؛ من تسوية الصفوف، أو (¬1) وقوع المخالفة بين الوجوه، وقد جاء ذلك مصرحا به في الحديث المتقدم في «السنن»، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: «والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم».
ع: وقوله: «أو ليخالفن الله بين وجوهكم»: يحتمل أنه كقوله: «أن يحول (¬2) الله صورته صورة حمار» (¬3)، فيخالف بصفتهم إلى غيرها من المسوخ، أو يخالف بوجه من لم يقم صفه، ويغير صورته عن وجه من أقامه، أو يخالف باختلاف بصورها في المسخ والتغير (¬4) (¬5).
ق: أما الوجه الأول: وهو قوله: فيخالف بصفتهم إلى غيرها من المسوخ، فليس فيه محافظة ظاهرة على مقتضى لفظة (بين)، والأليق بهذا المعنى أن يقال: يخالف وجوهكم عن كذا، إلا أن يراد:
¬__________
(¬1) في "خ": "و".
(¬2) في "ق": "أو ليحولن".
(¬3) سيأتي تخريجه.
(¬4) في "ق": "والتغيير".
(¬5) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 346).

الصفحة 80