كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

المخالفة بين وجوه من مسخ، ومن لم يمسخ، فهذا (¬1) الوجه [الثاني]، وأما الوجه الأخير، ففيه [محافظة على معنى «بين»، إلا أنه ليس فيه] محافظة قوية (¬2) على قوله: «وجوهكم»؛ فإن تلك المخالفة مخالفة بعد المسخ، وليست تلك [صفة] وجوههم [عند المخالفة بالفعل] (¬3).
الثاني: «القداح»: جمع قِدح -بكسر القاف وسكون الدال-، وهو السهم قبل أن يراش ويركب نصله (¬4)، وهو تمثيل حسن جدا؛ فإن السهام يطلب في تسويتها التحرير، وحسن الاستقامة (¬5)؛ كي لا تطيش عند الرمي، فلا تصيب الغرض، فشبه تسوية الصفوف بها، وقد تقدم أنهم كانوا يتحاذون بالأقدام والمناكب، وقد كان بعض أئمة السلف يوكلون رجالا يسوون الصفوف (¬6).
وقوله: «حتى رأى أن قد عقلنا»؛ أي: فهمنا ما أمرنا به من التسوية، وسكنا بعد الاضطراب، فكأنه كان -عليه الصلاة والسلام-
¬__________
(¬1) في "خ" و"ق": "فهو".
(¬2) "قوية" ليس في "ق".
(¬3) في "خ": "وليست تلك وجوههم المخاطبة"، وفي "ق": "وليست تلك وجوهكم المخالفة"، والتصويب من "شرح العمدة" لابن دقيق (1/ 196).
(¬4) انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 394)، (مادة: قدح).
(¬5) في "ق": "الإقامة".
(¬6) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 197).

الصفحة 81