كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 2)

جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا فَقَالَ إِنِّى لأُصَلِّى بِكُمْ، وَمَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّى. قَالَ أَيُّوبُ فَقُلْتُ لأَبِى قِلاَبَةَ وَكَيْفَ كَانَتْ صَلاَتُهُ قَالَ مِثْلَ صَلاَةِ شَيْخِنَا هَذَا - يَعْنِى عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ - قَالَ أَيُّوبُ وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ عَنِ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ وَاعْتَمَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ قَامَ. طرفه 677

144 - باب يُكَبِّرُ وَهْوَ يَنْهَضُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ
وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
روى في الباب حديث مالك بن الحويرث، وقد مرَّ مرارًا، وموضع الدلالة على الترجمة هنا قوله: (إذا رفع رأسه عن سجدة الثانية جلس واعتمد [على] الأرض ثم قام) وقد أشرنا إلى أنَّ هذه جلسة الاستراحة.
(عمرو بن سلمة) بفتح السين وكسر اللام.
فإن قلت: ترجم على كيفية الاعتماد، وليس في الحديث إلا بيان أصل الاعتماد؟ قلت: لم يجد حديثًا على شرطه، وقد روى ابن الأثير في "النهاية" عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعجن في الصلاة، وفسره ابن الأثير: بأنه يعتمد على الأرض عند القيام؛ كأنه يعجن العجين.
وقد تكلفوا بأشياء لا ضرورة إليها، وأشار البخاري بهذا إلى رد ما روي عن أبي هريرة أو ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم على صدور قدميه.
باب يكبر وهو ينهض من السجدتين
المراد بالسجدتين الركعتان، كما صرح به في الحديث.
(وكان ابن الزبير): هو عبد الله حيث أُطلق من بين سائر بنيه.

الصفحة 446