كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 2)

«قَرِّبُوهَا» إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ «كُلْ فَإِنِّى أُنَاجِى مَنْ لاَ تُنَاجِى». وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: عَنْ ابْنِ وَهْبٍ أُتِيَ بِبَدْرٍ - وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي طَبَقًا فِيهِ خَضِرَاتٌ - وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ، وَأَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ، قِصَّةَ القِدْرِ فَلاَ أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ فِي الحَدِيثِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ بَعْدَ حَدِيثِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَهْوَ يُثْبِتُ قَوْلَ يُونُسَ.

856 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا مَا سَمِعْتَ نَبِىَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الثُّومِ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبْنَا، أَوْ لاَ يُصَلِّيَنَّ مَعَنَا». طرفه 5451
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كُل فإني أناجي من لا تناجي) يريد الملائكة؛ فإنه كُلَّ ساعة بصدد مجيء جبريل.
ولم يذكر الليث وأبو صفوان قصة القدر. أبو صفوان: هو عبد الله بن سعيد الأموي.

856 - (أبو معمر) -بفتح الميمين بينهما عين ساكنة-: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج.
(فلا يقربنا، ولا يصلين معنا) هذه الرواية أعم؛ لأنها تشمل حالة الصلاة وغيرها، والمسجد وغيره، وقد توهم بعضهم من قوله: "مسجدنا" أن هذا مخصوص بمسجده - صلى الله عليه وسلم -؛ وليس كذلك بل عام في المساجد كلها؛ لأنها موطن الملائكة، ففي رواية مسلم وأحمد: "فلا يقربن المساجد"؛ بل سائر المجامع، كمصلى العيد.
فإن قلت: ليس في الحديث ذكر الجوع ولا ذكر الكراث؟ قلت: أمَّا الجوع فقد جاء في رواية مسلم، ولم يورده لأنه لم يكن على شرطه؛ وأمَّا الكراث فيعلم حكمه من الثوم، ويحتمل أن يكون في حديث أنس: "هذه الشجرة" إشارة إلى جنس الشجر المنتن، أو يدخل في عموم الخضرات.

الصفحة 476