كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 2)

وروي مثلُه عن ابن مسعود (¬1)،
وأبي وائل (¬2)، ومجاهد (¬3)، وغيرهم.
تقدَّم في كتاب الصلاة (¬4) حديث يتعلَّق بتفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} (¬5).
¬_________
(¬1) أخرجه الطبري في «تفسيره» (13/ 168) والطبراني في «الكبير» (9/ 171 رقم 8847) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سَلَمة، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلاَبة، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان يقول: اللهم إن كنتَ كتبتني في أهل الشقاء فامحُني وأثبتني في أهل السعادة.
قال الهيثمي في «المجمع» (10/ 185): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أنَّ أبا قِلاَبة لم يُدرك ابن مسعود.
وله طريق أخرى: أخرجها محمد بن فضيل في «الدعاء» (ص 58 - 59 رقم 52) وابن أبي شيبة (6/ 69 رقم 29521) في الدعاء، باب ما جاء عن عبد الله بن مسعود، عن أبي معاوية. كلاهما (محمد بن فضيل، وأبو معاوية) عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ما دعا قطّ عبدٌ بهذه الدعوات إلا وسَّع الله عليه في معيشته: يا ذا المنِّ فلا يمن عليك، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إنْ كَتَبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا فامحُ عني اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدًا موفَّقًا للخير، فإنك تقول في كتابك: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.

وإسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، وانقطاعه بين القاسم وجدِّه عبد الله بن مسعود. انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 175 - 176) و «تحفة التحصيل» (ص 259).
(¬2) أخرجه الطبري في «تفسيره» (13/ 167) عن أبي كُريب، ثنا عثَّام، عن الأعمش، عن شقيق أنه كان يقول: اللهم إنْ كنتَ كَتَبتَنا أشقياءَ فامْحُنا واكتُبنا سعداءَ، وإنْ كنتَ كَتَبتَنا سعداءَ فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) انظر (1/ 252 رقم 113).
(¬5) هكذا وضع المؤلف هذه الجملة هنا، وكان حقه أن يضعها بعد سورة الحجر؛ لأن الآية المذكورة من سورة النحل.

الصفحة 550