كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 2)

ومن سورة الكهف
حديث يُذكر عند قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} الآية (¬1).
(845) قال البخاري (¬2): ثنا ابن أبي مريم، ثنا أبو غسَّان، ثنا زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ بن الخطاب قال: قُدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بسَبْي، فإذا امرأةٌ من السَّبْي تَسعى، فإذا وَجَدَت صبيًّا في السَّبْي أَخَذتْهُ فألصَقَتْهُ ببطنها وأرضَعَتْهُ، فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَتَرونَ هذه طارحةً وَلَدَها في النَّارِ؟». قلنا: لا، وهي تقدرُ على ألا تَطرَحَهُ. فقال: «للهُ أرحمُ بعبادِه من هذه بوَلَدِها».
وقد رواه مسلم (¬3)، عن حسن الحُلْواني، ومحمد بن سهل بن عسكر. كلاهما عن سعيد بن أبي مريم، به.
حديث آخر
(846) قال الحافظ أبو بكر البزَّار (¬4):
ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، ثنا النَّضر بن شُمَيل، ثنا أبو قُرَّة، عن سعيد بن المسيّب، عن
¬_________
(¬1) الكهف: 58
(¬2) في «صحيحه» (10/ 426 رقم 5999 - فتح) في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
وهذا اللفظ الذي ساقه المؤلِّف لرواية البخاري مخالف لسياق المطبوع، وهذا نصه فيه: قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم سَبيٌ، فإذا امرأةٌ من السَّبيِّ قد تحلُبُ ثديَها تَسقي، إذا وَجَدَتْ صبيًّا في السَّبي أَخَذتْهُ فألصَقَتْهُ ببطنها وأرضَعَتْهُ ... والباقي سواء. انظر: «صحيح البخاري» (8/ 8 - ط دار طوق النجاة).
(¬3) في «صحيحه» (4/ 2109 رقم 2754) في التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سَبَقت غضبَه.
(¬4) في «مسنده» (1/ 421 رقم 297).
وأخرجه -أيضًا- إسحاق بن راهويه في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» (4/ 133 رقم 3667) ومن طريقه: أخرجه الحاكم (2/ 371) والمستَغفِري في «فضائل القرآن» (2/ 566 رقم 826) عن النَّضر بن شُمَيل، به.
قال الحاكم (2/ 371): صحيح الإسناد.
فتعقَّبه الذهبي بقوله: أبو قُرَّة فيه جهالة، ولم يضعَّف.

وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (6/ 233): هذا إسناد فيه أبو قُرَّة الأسدي، أخرج له ابن خزيمة في «صحيحه» [4/ 95]، وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/ 440): رواه البزار، ورواته ثقات، إلا أنَّ أبا قُرَّة الأسدي لم يرو عنه فيما أعلم غير النَّضر بن شُمَيل.
وضعَّفه الشيخ الألباني في «ضعيف الترغيب والترهيب» (1/ 485).

الصفحة 554