كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 2)

أثر في اللَّقيط
(437) قال الإمام مالك -رحمه الله- في «الموطأ» (¬1) عن الزهري: أنَّه سَمِعَ سُنَينًا أبا جَميلة يقول: وَجَدتُ مَنْبُوذًا على عهد عمرَ، فذَكَره عَرِيفي (¬2) لعمرَ، فأَرسَلَ إليَّ، فدَعَاني والعَرِيفُ عنده، فلمَّا رآني قال: «عَسَى الغُوَيرُ أَبْؤُسًا». قال عَرِيفي: إنَّه لا يُتَّهم. فقال عمرُ: ما حَمَلَكَ على أَخْذِ هذه النَّسَمَةِ؟ قال: قلتُ: وَجَدتُ نَفسًا بِمَضْيَعَةٍ فأَحبَبتُ أنْ يأجُرَنِي اللهُ فيها. قال: هو حُرٌّ، وولاؤه لك، وعلينا رَضَاعُهُ.
ورواه الشافعي (¬3)، عن مالك، كذلك.
وكذا رواه سفيان بن عيينة (¬4)، عن الزهري، عن سُنَين، بمثله.
وذَكَره البخاري في / (ق 166) كتاب الشهادات من «صحيحه» (¬5) معلَّقًا بصيغة الجزم، فقال: وقال أبو جَميلة: وَجَدتُ مَنْبُوذًا، فلمَّا رآني عمرُ قال: «عَسَى الغُوَيرُ أَبْؤُسًا». كأنَّه يَتَّهِمُني، فقال عَرِيفي: إنَّه رجلٌ صالحٌ. قال: كذلك؟ اذهب، وعلينا نَفَقَتُهُ.
وقد رواه الإمام أبو عبيد في «الغريب» (¬6)، عن يزيد بن هارون، عن
¬_________
(¬1) (2/ 282) في الأقضية، باب القضاء في المنبوذ.
(¬2) العريف: هو القيِّمُ بأمورِ القبيلةِ أو الجماعةِ من الناسِ يلي أمورَهم، ويتعرَّف الأميرُ منه أحوالهَم. «لسان العرب» (9/ 154 - مادة عرف).
(¬3) في «الأم» (4/ 71).
(¬4) ومن طريقه: أخرجه عبد الرزاق (7/ 450 رقم 13839) وابن سعد (5/ 63) وابن أبي شيبة (6/ 298 رقم 31560) في الفرائض، باب اللقيط لمن ولاؤه، والبيهقي (10/ 298).
(¬5) (5/ 274 - فتح) باب إذا زكَّى رجل رجلاً كَفَاه.
(¬6) (4/ 218).
وإسناده صحيح، كما قال الحافظ في «تغليق التعليق» (3/ 391) والشيخ الألباني في «الإرواء» (6/ 23).

الصفحة 57