كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 2)

المَشْربة (¬1)، فناديتُ، فقلت: يا رباحُ، استأذِنْ لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذَكَر نحو ما تقدَّم.
إلى أن قال: فقلتُ: يا رسولَ الله، ما يَشُقُّ عليك من أمر النساء؟ فإنَّ كنتَ طلَّقتَهنَّ فإنَّ اللهَ معك، وملائكتَه، وجبريلَ، وميكالَ، وأنا، وأبو بكرٍ، / (ق 346) والمنون (¬2) معك، وقلَّما تكلَّمتُ وأحمدُ اللهَ بكلامٍ؛ إلا رَجَوتُ أن يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي، ونَزَلت هذه الآية، آيةُ التَّخيير: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خير منكن}، {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير}. فقلت: أَطلَّقتَهنَّ؟ قال: «لا»، فقمتُ على باب المسجد، فناديتُ بأعلى صوتي، لم يُطلِّق نساءَه، ونَزَلت هذه الآية: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} (¬3) فكنتُ أنا استَنْبَطتُ ذلك الأمرَ.
أثر آخر
(887) قال أبو جعفر بن ذَرِيح، ثنا هنَّاد بن السَّري (¬4)،
¬_________
(¬1) تقدم شرحها (ص 484).
(¬2) كذا بالأصل. وصوابه: «والمؤمنون».
(¬3) النساء: 83
(¬4) وهو في «الزهد» له (2/ 453 رقم 901).
وأخرجه -أيضًا- عبد الرزاق في «تفسيره» (2/ 242) وابن أبي شيبة (7/ 118 رقم 34480) في الزهد، باب كلام عمر، وأحمد بن مَنيع في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» (4/ 175 رقم 3770) وهشام بن عمار في «حديثه» (ص 171 رقم 80) والطبري في «تفسيره» (28/ 107) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 290) وفي «شرح مشكل الآثار» (4/ 99) والحاكم (2/ 495) واللالكائي في «أصول اعتقاد أهل السُّنة» (6/ 1120، 1121 رقم 1948، 1950) والبيهقي في «شعب الإيمان» (12/ 343 رقم 6634) من طريق سمَاك، به.
ورواه عن سمَاك: شعبة، والثوري، وإسرائيل، وأبو عَوَانة، وأبو غسان.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ في «المطالب العالية»: هذا إسناد صحيح.

الصفحة 610