كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 2)

ومن سورة عبس
(890) قال محمد بن سعد (¬1):
ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: كنَّا عند عمرَ -رضي الله عنه- وفي ظَهْر قميصِهِ أربعُ رقاعٍ، فقرأ: {وفاكهة وأبا}، فقال: ما الأبُّ؟ ثم قال: إنَّ هذا لهو التَّكلُّف، فما عليك ألا تَدريه.
إسناد صحيح.
¬_________
(¬1) في «الطبقات الكبرى» (3/ 327).
وأخرجه -أيضًا- عَبد بن حميد في «تفسيره»، كما في «تفسير ابن كثير» (1/ 6) و «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (13/ 372) عن سليمان بن حرب. والبلاذُري في «أنساب الأشراف» (ص 329 - 330) عن خَلَف بن هشام. كلاهما (سليمان، وخَلَف) عن حماد بن زيد، به.
وله طرق أخرى:

منها: ما أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 375) وسعيد بن منصور (1/ 181 رقم 43 - ط دار الصميعي) والطبري في «تفسيره» (30/ 59) من طريق حميد، عن أنس قال: قرأ عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: {عبس وتولى} فلما أتى على هذه الآية: {وفاكهة وأبا} قال: قد عَرَفنا الفاكهةَ، فما الأبُ؟ قال: لعَمُركَ يا ابنَ الخطاب، إن هذا لهو التكلُّفُ.
ومنها: ما أخرجه ابن وهب في كتاب التفسير من «الجامع» (2/ 123 رقم 243 - ط دار الغرب) والطبري في «تفسيره» (30/ 60 - 61) والطبراني في «مسند الشاميين» (4/ 156 رقم 2989) والحاكم (2/ 514) والخطيب في «تاريخه» (11/ 468 - 469) من طريق الزهري قال: حدثني أنس ... ، فذكره بنحوه.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
فائدة: قال المؤلِّف في «تفسيره» (4/ 473): وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكلَه وجنسَه وعينَه، وإلا فهو وكلُّ مَن قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا}.

الصفحة 614