كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

ولمّا ملك منقاوس الملك، قام مقام أبوه فيما كان يفعله، وأظهر مصاحف الحكمة. وقيل: إنّه أوّل من صنع الحمّام. وأمّا أهل الأثر فيقولون: إنّ سليمان بن داود، عليه السلام، أوّل من صنع الحمّام، وهو الأصحّ. وكان كثير النّكاح، فاتّخذ مائتي امرأة من بنات أعمامه وبنات الكهنة، وعمل عند كلّ امرأة عجيبة من عجائبه.
وقيل: إنّه الذي بنا مدينة منف لبناته، وكانوا ثلاثون بنتا، فسمّيت باسم عدّة ثلاثين.
وعمل في السنة أحد عشر عيدا، في كلّ عيد من الأعمال ما يصلح فيه توافقا لبرج ذلك الشهر. وكان يطعم الناس في مدّة تلك الأعياد سائر أصناف الأطعمة الملوكيّة، ويوسع عليهم. ففرح الناس به، ورأوا معه ما لم يروا مع غيره. وفتح عليه في أيّامه بعدّة معادن من ذهب وفضّة. وألزم أصحاب عمل الكيمياء العمل، فكانوا لا يفترون. واجتمعت عنده أموالا جمّة. فدعا أخ له، فقال: قد ترا كثرة هذا الذهب والجوهر، وما عملناه من التماثيل، الذي تحصل لغيرنا، ولست آمن أن تسمع بنا الملوك فيغزونا، ونقع في الحروب بسببه، فتوجّه به، وأمعن في أرض الغرب، ثمّ انظر مكانا حريزا، فأحرزه به وأخفي أثره، وعلّم المكان بعلامات تقفوها إذا احتجنا إليه، وكذلك طرقه.

الصفحة 145