كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

فتور القيام قطيع الكلا … م تفترّ عن ذي غروب خضر
كأنّ المدام وصوب الغمام … وريح الخزامي ونشر القطر
يعلّ به برد أنيابها … إذا غرّد الطّائر المستحر
قلت: ما وصف أحد الثّغر فأجاد وأحسن كلّ الإحسان بإجماع الرواة كالنّابغة الذّبيانيّ في قوله (من الكامل):
تجلوا بقادمتي حمامة أيكة … بردا أشفّ لثاته بالإثمد
كالأقحوان غداة غبّ سمائه … جفّت أعاليه وأسفله ند
ولهذين البيتين شرح حسن، إذا أثبت يزيد على نصف كرّاس ولا يوفيهما حقّهما في شرحهما، فأضربت عن شرحهما للاختصار ومن شعر امرئ القيس قوله (من الوافر):
فبعض اللّوم عاذلتي فإنّي … ستكفيني التّجارب وانتسابي
إلى عرق الثّرى وشجت عروقي … وهذا الموت يسلبني شبابي
وقد طوّقت في الآفاق حتّى … رضيت من الغنيمة بالإياب

ذكر النّابغة الذّبيانيّ ولمعا من أخباره وأشعاره
النّابغة جاهليّ اسمه زياد بن معاوية ويكنى أبا أمامة ولقّب بالنّابغة لقوله (من الوافر):

الصفحة 465