كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

فإنّك الّذي هو مدركي … وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع
خطاطيف تحجزن في حبال متينة … تمدّ بها أيد إليك نوازع
فسكت عند ذلك حسّان.
وأبا النصير الذي عناه النابغة هو عمر بن عبد العزيز مولى لبني إسحاق، وكان شاعرا مفلقا.
قلت: ساق الحصريّ، صاحب كتاب زهر الآداب، أنّ الخنساء بنت عمرو بن الشّريد السّلمي وأخويها صخر ومعاوية، وكان أبوهما يقف بهما في الموسم فيقول: أنا أبو خيري مضر، فمن عيّب فليغيّر، فلا يغيّر عليه أحد. فكان يقول: من أتا بمثلهما من قبيلة فله حكمه! فتقرّ له العرب بذلك.
وأدركت الخنساء أيّام عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وأحضرها قومها إليه، فقالوا: هذه الخنساء قد قرحت مآقيها في الجاهليّة والإسلام، فلو نهيتها رجونا أن تنته. فقال لها عمر، رضي الله عنه: إتّق الله يا خنساء، وأيقني بالموت. فقالت: إنّي لموقنة بالموت (311) وأبكي خيري مضر:
صخر ومعاوية. قال: أتبكيهما وقد صارا فحمتي في النار؟ قالت: ذلك

الصفحة 467