كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

وقال مجاهد: جاء إبليس وذكر ألفاظا رقيقة معناها يقول (من البسيط):
يا عين أبكي على زهراء طاهرة … نقيّة العرض من عار ومن دنس
خود مكرّمة في الخلد زاهرة … كأنّ غرتّها المصباح في الغلس
ماتت ومات التّقيّ المصطفى فأرى … الجنّات موحشة من جيرة الإنس
فقالت حوّاء: من هما؟ فقال: أنتما. فخافا. فحلف لهما لإن لم يأكلا من هذه الشجرة ليموتنّ، وحلف لهما سبعين يمينا، فذلك قوله:
{وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ}. قال مقاتل: فأخذت حوّاء من الشجرة خمس حبّات، فأكلت اثنتين وأخفت ثلاثا، قال: فلذلك صار النساء يسرقن. وفي رواية عنه: إنّها أخذت سبع حبّات، فدفعت إلى آدم (34) حبّتين، وقالت: إنّما أخذت واحدة، فلذلك صار للذّكر مثل حظّ الأنثيين. وقال مقاتل أيضا: تقدّمت إلى الشجرة فأكلت منها، ثمّ قالت: يا آدم، قد أكلت فلم يضرّني، فتقدّم فأكل.
وحكى <أبو إسحاق> الثّعلبيّ، رحمه الله، في تفسيره عن سعيد بن المسيّب: أنّه كان يحدث ويحلف بالله، لا يستثنى أن آدم ما أكل من الشجرة وهو يعقل، ولكن حوّاء سقته الخمر حتّى سكر، ثمّ قادته إلى الشجرة فأكل منها.

الصفحة 47