كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

وصدر لراع اللّيل عازب همّه … تضاعف فيه الهمّ من كلّ جانب
تقاعس حتّى قلت ليس بمنقض … وليس الّذي يرعى النّجوم بآئب
عليّ نعم ونعمة بعد نعمة … لوالده ليست بذات عقارب
ومنها يقول:
إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهم … عصائب طير تهتدي بعصائب
جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله … إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب
وقد جاء في قول النّابغة إقواء في قصيدته التي أوّلها: أمن آل ميّة رائح أو مغتدي، فإنّ قافيتها جميعها مكسورة إلاّ بيت واحد، وهو قوله (من الكامل):
زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا … وبذاك خبّرنا الغراب الأسود
والإقواء أحد العيوب المستعملة في الشّعر. وقد استشهد بهذا البيت جماعة من العروضيّين. فقيل: إنّه لمّا قدم يثرب قيل له: أقويت. فلم يعرفه. فألقوا الأبيات على لسان قينة فغنّت بها ومدّت في القوافي، فانتبه لها، فأصلحها لوقته، فقال:

الصفحة 476