كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)
[مقدمة المصنف]
بسم الله الرحمن الرحيم ربّ اختم بخير الحمد لله الذي خلق آدم من غير بشر، وحوّاء من ضلعه الأيمن لا الأيسر، ثم أسكنهما {جَنّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ثم قضى عليهما بما سبق لهما في القدر، فأخرجهما منها إلى دار العبر، ثمّ تلقّا {مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ} وغفر، وجعل من نسلهما جميع البشر، ثمّ أظهر عيسى من غير ذكر، آية لمن اعتبر، ثمّ نقل النور الأزهر، في كلّ صلب مطهّر، إلى أن ظهر، سيّد ولد آدم من بدو وحضر، الذي سبّح في كفّيه الحصى وكلّمه الحجر، وسعت إلى خدمته الشجر، وقبّل البعير قدمه المطهّر، المبعوث من مضر، المنعوت في السّير، محمّد، صلّى الله عليه كلّما بزغ شمس وقمر، وسلّم عليه في كلّ عشيّ وأصيل وسحر، وعلى آله الذين لا تدرك محاسنهم الفكر، وعلى أصحابه الذين من امتدحهم فقد افتخر، أبي بكر وعمر، وحيدر الخلفاء الراشدين، والأئمّة المهدين، وعلى أصحابه الباقين، رضوان الله عليهم أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الصفحة 5
696