كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

أقول شعرا ولا أصنعه في الإسلام لأجبته. فقالت ابنته: أفا أجيبه يابه؟ فقال: أجيبيه، فلعمري لقد عشت (334) زمانا ولا أعياني جوابا قطّ.
فقالت (من الوافر):
إذا هبّت رياح أبي عقيل … دعونا عند هبّتها الوليدا
أشمّ الأنف أروع عبشميّا … أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأنّ ركبا … عليها من بني حام قعودا
أبا وهب جزاك الله خيرا … نحرناها وأطعمنا الثّريدا
فعد إنّ الكريم له معاد … وظنّي يا بن أروى أن تعودا
فقال لها لبيد: والله لقد أحسنت يا بنيّة، إلاّ أنّك سألتيه ثانيا.
فقالت: يابه، إنه ملك، والملوك لا يستحيى من سؤالهم. فقال: وأنت يا بنيّة في هذا الكلام أشعر.
وقيل: إنّ أصدق بيتا قالته العرب (من الطويل):
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل … وكلّ نعيم لا محالة زائل
ومنها يقول:

الصفحة 503