كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

سعد العشيرة، وكان فحلا من شعراء الجاهليّة، فمن شعره (من البسيط):
فينا معاشر لم يبنوا لقومهم … وإن بنا قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشدون وإن يرعوا لمرشدهم … فالجهل منهم معا والغيّ ميعاد
والبيت لا يبتنى إلاّ بأعمدة … ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وإن تجمّع أوتاد وأعمدة … وساكن بلغوا الأمر الّذي راد
لا يصلح النّاس قوما لا سراة لهم … ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
إذا تولّى سراة القوم أمرهم … نما على ذاك أمر القوم وازدادوا
تلقى الأمور بأهل الرّأي ما صلحت … فإن تولّت فبالأشرار تنقاد
كيف الرّشاد إذا ما كنت في نفر … لهم عن الرّشد أغلال وأقياد
حان الرّحيل إلى قوم وإن بعدوا … فيهم صلاح لمرتاد وإرشاد
فسوف أجعل بعد الأرض دونكم … وإن دنت رحم منكم وميلاد
إنّ النّجاة إذا ما كنت ذا بصر … مواجه الغيّ إبعاد فإبعاد

الصفحة 518