كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 2)

المخالفة ولما كانوا عليه بنو أبيك وأجدادك، ولا يقنعك ذلك حتّى تنادي في الناس في يوم عيدهم وتدعوهم إلى ما لا يعرفون، وزاد أمرك حتّى سحرت الآلهة وألقيتها عن كراسيّها ومواضع شرفها. من علّمك ذلك؟ ومن أين وصل إليك هذا؟ فقال نوح، عليه السلام، وهو مخضّب بدمائه:
لو كانت آلهتكم آلهة لما سقطت. فاتّق الله يا درمشيل ولا تشرك به، فإنّه يراك. قال: وكيف قدرت أن تخاطبني بهذا الخطاب؟ وأمر بحبسه إلى أن يحضر عيد لصنم لهم فيذبحونه تقريبا. وأمر أن تردّ الأصنام إلى كراسيّها.
ثمّ إنّ الدرمشيل رأى رؤيا هالته في أمر نوح. فأطلقه من السجن وأعلمهم أنّه مجنون. وكان في زمانه سوريب الكاهن، فعرّفهم أمر الطوفان، وكان يأمرهم بقتل نوح، والله يمنعهم منه.
وولد نوح-بعد خمسمائة سنة من عمره-ولده سام وبعده حام وبعده يافث، وأمهم بنت أنوشي بن أخنوخ. ثمّ طال أمر نوح، عليه السلام، معهم ولم يجبه إلاّ نفر يسير من العامة. ثمّ إنّهم قالوا له: أنؤمن بك وقد اتّبعك الأرذلون؟ وقيل: إنّ الذين آمنوا بنوح، عليه السلام، كانوا من أهل صنعته، وكان نجّارا. ومضت له ثلاث قرون وهو يدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلاّ تجبّرا واستكبارا، وقتلوا نفرا ممّن كانوا معه. فأوحى الله

الصفحة 73