كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 2)

غربته ووضعه الاجتماعى ووقوعه تحت سلطانها وسلطان زوجها، ول ذلك مع
أملها القوى فى سرعة استجابته لها، شهى جميلة وهو شماب غير متزوج، وهو
تحت سلطانها- تعتقد آنه لن يعصى أمرها. وقد هيأت له كل المغريات من الزينة
إغلاقت الأ بواب، ومبادرتئها هى بالطلب، واطمئنانها إلى أن الغيرة عند زوجها
ضعيفة، وقد تبين ذلك عندما علق على الحادثة بعد علمه بها بقوله له:
(يودف أعرف! عن هذا جم! وقوله لها: (والستغفري لذنبك إنك كنت من
الخاطئين! أ يوسف: 9 2،.
وكانت النتيجة لمراودتها له مع توفر هذه الدواعى، نتيجة فاشلة (قال معاذ
الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون 6! ه أ يوسف: 23).
إن الذى منعه من أرتكاب الفاحشة مع توفر الدواعى إليها معنى أدبى، فهو
لا يح! ب أن يخون ربه أى سيده الذى أحسن إقامته، فذلك كفر بالنعمة وظلم
لهذا المنعم عليه،- وإلى جانب هذا المعض الأ دبى النابع من قرارة نفسه وحسن
تأمله، كان هناك معنى دينى منعه من الاستجابة إلى ضغط الحس، وهو الخوف
من الله الذى نجاه من البئر وجعل نهايته فى بيت عز ينعم فيه بأرغد عيش، فمن
لم يشكر هذه النعمة فهو ظالم بعصيانه لله تعالى، وقد ا ثتمل عنده السممو
الأ دبى والدينى، و صان من الممكن أن يتوازى الإحساس الأ دبى ولو لحظية، ولا
يكون هناك إلا هاجس أو خاطر تدفع إليه الغريزة، لكن الإحساس الدينى ثان
متيقظا وقويا (1!.
تنبيه:
قال بعخالعلماء إن يوسف هم أن يأتى الفاحشة بدافع من طبيعته
البشرية، ولكنه رأى برهان ربه ظصع. قال تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا
__________
(1) انظر الجواب الكافى لابن القيم فى هذا الموقف وتعداد الدواعى لو! وع الفاحشة ثم
عصمة الله ليوسص.
12

الصفحة 12