كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 2)

الملابس ضيقة محددة، أو وضع شارات على مواضع تلفت النظر. فالحجاب لابد
أن يكون تنفيذه كاملا حتى يؤدى الغرض المطلوب من تشريعه، وهو منع الفتنة
وصيانة الا عراض.
ومهما يكن من شئ فإن الحجاب فى صورته القريبعة من المشروع يكاد
يكون طابعا عاما فى نجعض الأ قطار الإسلامية، كالسعودية مثلا، إذا استثنينا قبائل
عسير حيسا يكثر السفور فيها، كما تقدم ذكره على لسان " السيد طلعت وفا"
مدير بوليس جدة. وكذلك يشيع الحجاب فى بلاد أخرى. حتى أن اليهوديات
يلزمن الحجاب أو يحافظن عليه كثيرا فى بغداد كما تحافظ المسلمات، نزولا على
حكم البيئة، كما ذكره الرحالة محمد ثاتجا منذ ثلاثين عاما.
وكذلك يشيع الحجاب فى أفغانستان والجمهوريات الإسلامية فى وسط
اسيا قبل أن يحتلها الشيوعيون. فقد كانت المرأة هناك يحافظ عليها بغيرة
شديدة، وكانت فى ((أوزبكستان " إذا خرجت تحتجب بالبارانشا. وهو! س
أسود محكم الإغلاق مصنوع من شعر الخيل، يغطى الرأس والجسم كله، مثل
ثلاجة اللحم (كذا)، وكانت "البنت إذا بلغت العاشرة تغطى فمها إذا خرجت،
ولما غزت روسيا هذه المنطقة،-وشجعت نساء الأ وزبك على خلع هذا الرداء ثار
الرجال، وقاموا بإحراق من فعلت ذلك حية بالبترول.
كا ونحن إذا كنا ندعو إلى التزام الحجاب الشرعى، فإننا لا نريد به العودة إلى
قسوته الشديدة التى كان عليها فى بعض العصور التى لم تفهم حكمته، فأدى
إلى نتائج خطيرة، من جهل الأ م وجهل الأولاد وبالتالى شيوع الخرافات
والمعتقدات الباطلة وما إليها، كما ذكر عند الحد شا عن الحرينم، بل نريده حجابا
شرعيا يمنع الفتنة، ولا يعوق المرأة عن التمتع بحقوقها المشروعة فى الإطار الذى
حدده الدين للعلاقة بين الجنسين.
إننا نهيب بالمسلمين جميعا أن يقفوا أمام هذا التيار الجارف الذى تزحف
به المدنية الغربية فى سفورها وتحللها، على الشرق والإسلام، نتيجة للتخطيط
القديم الذى وضعه اليهود بناء على تعليمات التلمود، للسيطرة على العالم عن
طريق سلخه من معتقداته وأخلاقه، واستعمال كل الأ ساليب لتحقيق هذا
الغرض، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.
9 5 6

الصفحة 609