كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)
هَارُونَ، قَالَ: أخبَرَناَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ، فَجُحِشَتْ سَاقُهُ، أَوْ كَتِفُهُ، وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا". وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا؟ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّهْرَ تِسْع وَعِشْرُونَ".
(يزيد (¬1) بن هارون): بمثناة من تحت وزاي.
(فجُحِشت): -بجيم مضمومة فحاء مهملة مكسورة فشين معجمة-؛ أي: خدشت.
(مَشْرُبةٍ): -بميم مفتوحة فشين ساكنة (¬2) فراء مضمومة، وتفتح، فموحدة-: غرفة معلقةٌ.
(إن (¬3) الشهر تسع وعشرون): الألف واللام للعهد؛ أي: هذا الشهرُ الذي عينتُه (¬4) للإيلاء، وإلا، فلو أطلق الشهر، ولم يعين (¬5)، لزمه ثلاثون يومًا، وأنث العدد إما لتغليب الليالي (¬6)؛ لدخولها في مسمى الشهر، وإما لأن
¬__________
(¬1) في "ج": "ويزيد".
(¬2) في "ج": "فشين معجمة ساكنة".
(¬3) في "ع": "فإن".
(¬4) في "ع": "عنيته".
(¬5) في "ن": "يعينه".
(¬6) في "ج": "للتغليب لليالي".
الصفحة 101
495