كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)

مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
(قوموا فلأصلِّ لكم): يروى: بحذف الياء وثبوتها (¬1) مفتوحة و (¬2) ساكنة.
فعلى الأول: اللام لام أمر، وحذف الياء علامة الجزم، وهو من أمر المتكلمِ نفسَه بفعل مقرون باللام، وهو -على قِلَّتِه- فصيح؛ نحو: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} [العنكبوت: 12].
وعلى الثاني: تكون (¬3) لام كي، والفعلُ بعدها منصوب بأن مضمرة، وأَنْ (¬4) والفعل في تأويل مصدر (¬5)، واللامُ ومصحوبها خبرُ مبتدأ محذوف، والتقدير: قوموا، فقيامُكم لأصلِّيَ لكم، ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون الفاء زائدة، واللام متعلقة بفعل الأمر.
وعلى الثالث: يحتمل أن تكون اللام لام كي، وسكنت الياء تخفيفًا (¬6)، وهي لغة مشهورة، ويحتمل أن تكون لام الأمر، وثبتت (¬7) الياء إجراءً للمعتَلِّ مجرى الصحيح؛ كقراءة قُنبل: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}.
وعند الكشميهني: "قوموا أصلي لكم"، وهي واضحة.
¬__________
(¬1) في "م": "وبثبوتها"، والمثبت من النسخ الأخرى.
(¬2) الواو سقطت من "ع" و "ج".
(¬3) "تكون" ليست في "ع" و"ج".
(¬4) "وأن" ليست في "ع".
(¬5) في "ع": "المصدر".
(¬6) في "ج": "تخفيفها".
(¬7) في "ع" و "ج": "وتثبت".

الصفحة 103