كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)

انهدمت، أو هدمها متعدٍّ، فقد فات الأمر فيها، ولا يجوز أن تعاد؛ لأنا إن أمرنا المسلمَ المتعديَ بإعادتها، فقد [أمرنا المسلمَ باتخاذ الكنائس، فذلك (¬1) لا يسوغ، وإن أَذِنَّا لأهل الذمة أن يعيدوها، فقد] (¬2) رُفعت فينا (¬3) اليهوديةُ والنصرانية، وهو منهيٌّ عنه، وإذا فات جعلُها كنيسة، وقد اتُّخِذت مسجدًا بحكم السلطنة، صارت (¬4) لها حرمةُ المساجد؛ لأنها قطعة أرض صارت للمسلمين، فبناها السلطان مسجدًا، فلا يُنقض ذلك، وإذا صارت مسجدًا، تَعَيَّنَ أن تُنبش فيها تلك القبور، هذا (¬5) مضافٌ (¬6) إلى أن المستفيض: أن بعض الخلفاء هدم كنائس الإسكندرية بجملتها، فما كان ينبغي أن تُعاد، فلا حق لها إذن لمَّا أعيدت.
ثم أعجب من ذلك: أن الصحيح أن مصر (¬7) والإسكندرية فُتحت عَنْوَةً، فالعجبُ استجازةُ إبقاء (¬8) الكنائس فيهما (¬9)، والنص أن بلاد العنوة تهدم كنائُسها في الفتوح، ولهذا لا ترى (¬10) كنيسة في بلاد المغرب البتة، وهم على الحق في ذلك. انتهى.
¬__________
(¬1) "أن" سقطت من "ن" و"ع".
(¬2) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬3) في "ن": "ترفعت فيها"، وفي "ع": "وقعت فينا".
(¬4) في "ن" و "ع": "صار".
(¬5) في "ع": "أن ينبش ما فيها من القبور فهذا"، وفي "ج": "وهذا".
(¬6) في "ج": "يضاف".
(¬7) في "ج": "مصر فتحت".
(¬8) في "ج": "أيضًا".
(¬9) في "ج": "فيها".
(¬10) "ترى" ليست في "ن".

الصفحة 133