كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)

الكسر فيه، فالظاهر أن الخصوصية هي (¬1) كونُ الأرض محلًا لإيقاع الصلاة بجملتها فيها، لا لإيقاع السجود فقط؛ فإنه لم ينقل عن الأمم الماضية أنها كانت تخص السجود بموضع دون موضع.
(وطَهورًا): أخذ منه بعض المالكية أن لفظ (¬2) طَهور يُستعمل لا في رفع حدث، ولا إزالة (¬3) خبث، وتوسل بذلك إلى القدح في استدلال الشافعية على نجاسة الكلب بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "طَهُورُ إِناَءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الكَلْبُ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعًا" (¬4)؛ حيث قالوا: كل (¬5) طهور يستعمل إما عن حدث، أو (¬6) خبث، ولا حدث، فتعين الخبثُ، فمنع هذا المالكي الحصر بأنها (¬7) تستعمل في إباحة الاستعمال كما في التراب.
(وأُعطيت الشفاعة): الأقربُ أن الألف واللام فيه للعهد، والمراد: شفاعتُه العظمى المختصةُ به (¬8) بلا خلاف.
(وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس (¬9) عامة): لا يرد عليه أن نوحًا - عليه السلام - بعد خروجه من الفلك كان مبعوثًا إلى
¬__________
(¬1) في "ج": "في".
(¬2) في "ن" و "ع": "لفظة".
(¬3) في "ع": "ولا في إزالة".
(¬4) رواه مسلم (279) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬5) "كل" ليست في "ن".
(¬6) في "ج": "وإما".
(¬7) في "ج": "لأنها".
(¬8) "به" ليست في "ج".
(¬9) في "ع" و"ج": "وبعثت للناس".

الصفحة 43