كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)
أما الأثر، فإن (¬1) ابن عمر تيمم بمربد النعم (¬2)، وهو طرف المدينة (¬3)، وقد بقي عليه من الوقت بقية؛ لأنه خشي فوت الوقت الفاضل، فأحرى أن يتيمم (¬4) الحضريُّ الذي يخشى خروج الوقت كله.
وأما الحديث، فلأنه (¬5) تيمم في الحضر لما ليست الطهارة شرطًا (¬6) فيه؛ محافظةً على الذِّكْر بطهارة، فتيممُ الحاضرِ للصلاة التي الطهارةُ شرطٌ فيها مع كونه خاشيًا لخروج وقتها أحقُّ وأحرى.
* * *
باب: المتيمِّمُ هل ينفخُ فيهما؟
252 - (338) - حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أبيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كنَّا فِي سَفَرٍ أَناَ وَأَنْتَ، فَأَمَّا أَنْتَ، فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَناَ فتمَعَّكْتُ، فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ النَّبِيُّ: "إنَّمَا كانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا". فَضَرَبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِكَفَّيهِ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فيهِمَا، ثُمَّ
¬__________
(¬1) في "ن": "فلأن"، وفي "ج": "قال".
(¬2) في "ج": "النعيم".
(¬3) في "ن": "وهو في طرف المدينة".
(¬4) في "ن": "إن تيمم"، وفي "ع": "أن يتم".
(¬5) في "ج": "إن تيمم"، وفي "ع": "أن يتم".
(¬6) في "ج": "شرط".
الصفحة 47
495