كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)
(وكان أولَ من استيقظ فلانٌ): اسم كان، وأولَ -بالنصب-: خبرها.
قال الزركشي: و"مَنْ" نكرة موصوفة، فتكون أول (¬1) أيضًا نكرة (¬2)؛ لإضافته إلى النكرة؛ أي: أول رجل استيقظ (¬3).
قلت: لا يتعين؛ لجواز كونها موصولة؛ أي: وكان (¬4) أول الذين استيقظوا، وعاد الضمير بالإفراد رعاية (¬5) للفظ مَنْ.
(ثم فلان): الأَوْلى أن يُجعل هذا من عطف الجمل؛ أي: ثم استيقظ فلان، إذ ترتُّبهم في الاستيقاظ يدفع اجتماعهم جميعهم في الأولية.
ولا يمتنع أن يكون من عطف المفردات، ويكون الاجتماع في الأولية باعتبار البعض، لا الكل؛ أي: إن جماعة استيقظوا على الترتيب، وسبقوا غيرهم في الاستيقاظ، لكن هذا لا يتأتى على رأي الزركشي؛ لأنه قال: أي: أولُ رجلٍ، فإذا جعل هذا من قبيل عطف المفردات؛ لزم الإخبارُ عن جماعة بأنهم أولُ رجل استيقظ، وهو باطل.
(ثم عمر بن الخطاب الرابعَ): أي: ثم كان، فالرابع (¬6) منصوب على أنه خبرها.
¬__________
(¬1) "أول" ليست في "ن".
(¬2) في "ع": "فيكون أول نكرة أيضًا".
(¬3) انظر: "التنقيح" (1/ 130).
(¬4) في "ع" و "ج": "كان".
(¬5) في "ج": "غاية".
(¬6) في "ن": "والرابع".
الصفحة 53
495