كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 2)

وقال أبو البقاء: الجيد أن يكون: إِن هؤلاء -بالكسر- على الإهمال، ولا تفتح على إعمال (¬1) أدري (¬2) فيه، والمعنى: ما أدري ماذا (¬3) يمتنعون من الإسلام، إن المسلمين تركوا الإغارة عليكم عمدًا مع القدرة (¬4).
وقال ابن مالك: وقع في بعض نسخ البخاري: "ما أدري"، وفي بعضها: "ما أرى"، وكلاهما صحيح، وأَرى (¬5) -بفتح الهمزة-، و "ما" بمعنى الذي، وأَنَّ -بفتح الهمزة-، معناه (¬6) الذي أعلم أن هؤلاء يَدَعونكم عمدًا لا جهلًا (¬7).
قال ابن المنير: وفيه دليل على جواز طعام المخارجة؛ لأن الصحابة تخارجوا في عوض الماء.
وفيه: أن [العقود التي بنيت على المكارم لا يُشترط فيها تحريرُ العِوض أولًا؛ كالحمَّام والسِّقاء، ونحوه.
وفيه: أن] (¬8) الخوارق لا تغير الأحكام، ألا ترى كيف انخرقت العادة
¬__________
(¬1) في "ج": "إلا على إعمال".
(¬2) في "ع": "أرى".
(¬3) في "ن": "ما أدري لماذا"، وفي "ع": "ما أرى لماذا".
(¬4) انظر: "إعراب الحديث" (ص: 286).
(¬5) في "ع": "وأراه".
(¬6) في "ن": "فمعناه".
(¬7) انظر: "التنقيح" (1/ 133).
(¬8) ما بين معكوفتين سقط من "ج".

الصفحة 59