كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 2)

دعوة الله
قال أعرابي:
وإنّي لأُغْضي مُقْلتَيَّ على القَذى ... وألْبَسُ ثَوْبَ الصَّبْرَ أبْيَضَ أبْلَجا
وإنّي لأدْعو اللهَ والأمْرُ ضَيِّقٌ ... عَلَيَّ فما يَنْفَكُّ أنْ يَتَفرَّجا
وكمْ مِنْ فَتًى ضاقَتْ عَلَيْه وُجوهُه ... أصابَ لَها في دَعْوةِ اللهِ مَخْرَجا

كلمات في السؤال
قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: فَوْتُ الحاجةِ خيرٌ مِنْ طَلبِها من غيرِ أهلها. . . قال: وسمعت آخرَ يقول: عِزُّ النّزاهةِ أشْرفُ من سرورِ العائِدة، قال: وسمعت آخرَ يقول: حَمْلُ المِننِ أثقلُ من الصّبْرِ على العَدَمِ. . . وفي الحديث الشريف: (والّذي نفسي بِيده لأنْ يأخُذَ أحدُكُمْ حبلَه ثمّ يَغدوَ إلى الجبلِ فيَحْتطبَ فيبيعَ فيأكلَ ويتصدّقَ خيرٌ له من أنْ يسألَ أحَداً فيُعطيَه أو يَمْنَعَه).

كانوا يرون أنّ الملوك لا يُستحى من مَسألتهم
ولِمناسبةِ السُّؤالِ نوردُ عليكَ مايلي: كانَ لبيدُ بنُ ربيعةَ الشاعرُ المخضْرمُ شريفاً في الجاهلية والإسلام، وكان نذرَ أنْ لا تهُبَّ الصَّبا إلا نَحَرَ وأطْعمَ حتّى تَنقَضي، فَهبَّتْ بالإسلامِ وهْوَ بالكوفةِ مقتِرٌ مُمْلقٌ،

الصفحة 16