كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 2)

فعلم بذلك الوليدُ بن عقبة بنِ أبي مُعَيط - وكان واليها لعثمان بن عفَّان - وكان أخاه لأمه - فخطب الناسَ وقال: إنَّكم قدْ عَرفْتمْ نَذْرَ أبي عقيلٍ وما وكَّد على نفسه، فأعينوا أخاكم، ثم نزل، فبعث إليه بمِائةِ ناقة وأبياتٍ يقول فيها:
أرَى الجَزَّارَ يشْحَذُ شَفْرَتَيْهِ ... إذا هَبَّتْ رِياحُ أبي عَقيلِ
أشمُّ الأنْفِ أصْيَدُ عامِرِيٌّ ... طويلُ الباعِ كالسَّيْفِ الصَّقيلِ
وَفى ابْنُ الجَعْفريِّ بما نَواه ... على العِلاّتِ والمالِ القليلِ
بِنَحْرِ الكُومِِ إذْ سُحِبَتْ عليه ... ذُيولُ صَباً تَجاوبُ بالأصيلِ
فلمّا أتَتْه قال: جزى اللهُ الأميرَ خيراً، قد عَرفَ الأميرُ أنّي لا أقولُ شِعْراً ولكنِ اخْرُجي يا بُنَيَّتي، فَخَرَجَتْ خُماسِيَّةٌ فقال لها: أجيبي الأميرَ، فأقْبلتْ وأدْبَرتْ، وبعثَ الناسُ، فقَضى نَذْرَهُ، ففي ذلك تقول ابنةُ لبيد:
إذا هبَّتْ رِياحُ أبي عَقيلٍ ... دَعَوْنا عندَ هَبَّتها الوَليدا
طويلَ الباعِ أبْيضَ عَبْشَمِيّاً ... أعانَ عَلى مُروَءتِه لَبيدا

الصفحة 17