كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 2)

ومِنْ أدْعَيتِهمْ لِذوي المصيبة
ومن قولهم في الدُّعاءِ لِذَوي المصيبة: وهب الله لكَ عُمراً طويلاً وأجْراً جزيلاً وصبراً جميلاً؛ لقَّاكَ اللهُ الصبرَ ووَقاكَ ما يُحْبِطُ الأجْرَ. وقال رجلٌ لابْنِ عُمَرَ: عظَّمَ اللهُ أجْرَك، فقال: بلْ جعلَ اللهُ ليَ العافية. . . وذلك أنَّ تعظيمَ الأجْرِ في تعظيمِ ما يُؤْجَرُ عَلَيْهِ مِنَ المُصيبة وقالوا: التعزيةُ بَعْدَ ثلاثٍ تجديدٌ للمصيبة، والتَّهْنئةُ بعدَ ثلاثٍ اسْتِخْفافٌ بالمودَّة. .
وبَعْدُ فأمَّا عبقرياتهم في المراثي فإنَّ لها موضعاً آخر في هذا الكتاب كما أنَّ عبقرياتهم في المدح والثناء تراها في باب قد أفرَدْناه لها.

عبقرياتهم في الطب والمرض وعيادة المرضى
معنى الطب
كلُّ حاذِقٍ بعمله: طبيبٌ عندَ العرب، ورجلٌ طَبٌّ بِكَذا: أيْ عالِمٌ بهِ ثُمّ صارَ الطبيبُ اسْماً للعالِم بمُداواة أبدانِ الناس، وقالوا: حَدُّ الطبِّ: معرفةُ الداءِ وتسقّيه بالدَّواء، أو هو: اسْتِدامَةُ الصِّحَّةِ ومَرَمَّةُ السَّقَمِ.

وصف طبيب حاذق
قال السَّرِيُّ الرَّفَّاءُ في طبيب حاذق:
أوْضَحَ نَهْجَ الطِّبِّ في مَعْشَرٍ ... ما زالَ فيهِمْ دارِسَ الرَّسْمِ
كأنَّه مِنْ لُطْفِ أفْكارِه ... يَجُولُ بينَ الدَّمِ واللَّحْمِ

الصفحة 42