كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 2)

لو غَضِبَتْ روحٌ على جِسْمِها ... أصْلَحَ بَيْنَ الرُّوحِ والجِسْمِ
وقال أيضاً:
يَبْدو لهُ الدَّاءُ الخَفيُّ كَما بدا ... للعَيْنِ رَضْراضُ الغديرِ الصّافي

الطبيب الجاهل
رأى فيلسوف طبيباً جاهلاً فقال: هذا مُسْتَحِثٌّ للموت. . . . وقال الشاعر المعروف بِالخبْزَأرْزيِّ في طبيب اسمه نُعمانُ:
أقولُ لِنُعمانٍ وقدْ ساقَ طِبُّه ... نُفوساً نَفيساتٍ على ساكِني الأرْضِ
أبا مُنْذرٍ أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا ... حَنانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
أقول: إنّ البيتَ الثاني لطرفةَ بنِ العبد ضمَّنه الخبْزَأرْزِيُّ شِعْرَه
وقال آخر في طبيب:
لَمْ يأتِ في الأرْبِعا عَليلا ... إلا دَفَنّاهُ في الخَميسِ
وكان رجل يحْترِف التصويرَ ثم تركه وتَطَبَّب، فقيل له في ذلك؟ فقال: الخطأ في التصوير تُدْرِكه العيون، وخطأ الطبيب تُواريهِ القبور. . . .

مدح الحمية وذمّها
قال قائلٌ للحارثِ بن كَلَدَة - وكان طبيبَ العرب - ما الطِّبُّ فقال: هو الأزْمُ. . . ومرادُه بالأزم: الحِمْيةُ والإمْساكُ عن الاسْتكثارِ مِنَ الطعام. . . . وقيل لجالينوسَ أو لأبُقراط: إنك تُقِلُّ من الطعام! قال: غَرَضي مِنَ الطعامِ أنْ آكلَ لأحْيا، وغَرضُ غيري من الطعامِ أنْ يَحْيا

الصفحة 43