كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 2)

سنةٍ بعشرة آلاف. . . إلى آخرِ أنباء جوده وكرمه؛ ولما انقضى يومُ الجَملِ خَرج عليُّ بن أبي طالب في ليلة ذلك اليوم ومعه قَنْبَر، وفي يده مَشعَلةٌ من نار يَتَصفَّح القتلى،
حتى وقف على طلحة فقال: أعْزِزْ عليَّ أبا محمد أن أراك مُعَفَّراً تحت نجوم السماء وفي بطون الأودية: شَفَيتُ نفسي وقَتلتُ معشري! إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري ثم تمثّل
فتىً كانَ يُدنيه الغِنى من صَديقِه ... إذا ما هُوَ اسْتغنَى ويُبعِدُه الفَقْرُ
فتىً لا يَعدُّ المال رَبّاً ولا تُرى ... به جَفوةٌ إن نالَ مالاً ولا كِبْرُ
فتىً كان يُعطي السيفَ في الرّوعِ حقَّه ... إذا ثوَّبَ الدّاعي وتشقى بهِ الجُزْرُ
وهَوَّنَ وَجْدي أنَّني سَوفَ أغْتدِي ... على إثْرهِ يوماً وإن نَفَّس العُمْرُ
قوله فتى كان يدينه الغنى من صديقه. . . ألبيت: هو معنى جميل مطروق وفيه يقول إبراهيم بن العباس الصُّوليّ في محمد بن عبد الملك الزيّات:

الصفحة 6