كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 2)

فأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالىَ: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} إلى قَوْله {وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [سورة التوبة:25 - 26]، فَسَبَى مِنْهُم سِتَّةَ آلافٍ مِنَ النِّسَاءَ والذَّرَارِيِّ، ومِنَ الإبِلِ مَا لَا يُدْرَى عَدَدُهُ، وخَمَّسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - السَّبْيَّ والأَمْوَالَ، ثُمَّ جَاءَ وَفْدُ هَوَازِنَ [مُسْتَأْمِنِينَ] (¬1) فَقَالوا: أَنْتَ أَعْدَلُ النَّاسِ، وأَبَرُّهُمُ، وأَرْحَمُهُمِ، وقَدْ أُبِيحَتْ نِسَاؤُنُا، وذَرَارِينا، وأَمْوَالُنا فارْدُد ذَلِكَ، فقالَ: إنّ خَير حَدِيثٍ أَصْدَقَهُ (¬2)، إنَّ مَعِي مِنْ تَرَوْنَ، ولَسْتُ رَادًّا ذَلِكَ النَّعَمَ كُلَّهُ، فاخْتَارُوا إنْ شِئْتُم النِّسَاءَ والذَّرَارِي، وإنْ شِئتُم الأَمْوَالَ، قَالُوا: نَخْتَارُ نِسَاءَنَا وذَرَارِينا، فقَامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في المُسْلِمِينَ، فَطِيبُوا (¬3)، فَرَدَّهُم إليهِم، فَقَسَم الشَّاءَ بَين مَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمينَ بالجِعْرَانَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ مِنْهَا بعُمْرَةِ في ذِي القِعْدَةِ، ثُمَّ قَفَلَ إلى المَدِينَةِ، ثُمَّ أَمَّرَ أَبا بكْرٍ رَضِيَ الله عنهُ عَلَى الحَجِّ (¬4).
...
قِيلَ: وأَسْلَمَ أَرْبَعَةٌ في الفَتْحِ:
* العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ.
* وحَكِيمُ بنُ حِزَامٍ.
* وبُدَيْلُ بنُ وَرْقَاءَ.
¬__________
(¬1) جاء في الأصل: (مثبتين) وهو خطأ، والتصويب من مسند أبي عوانة.
(¬2) كذا في الأصل: وفي المصادر: (خير الحديث إلى).
(¬3) يعني: طابت أنفسهم، يقال: (طَابَتْ نَفْسُه بالشَّيْءِ) إِذَا سَمَحَتْ بِه من غير كَرَاهَة ولا غَضَب، ينظر: تاج العروس، مادة (طاب).
(¬4) رواه أبو عوانة في مسنده 4/ 360 بإسناده إلى الزهري من قوله، ورواه البخاري في مواضع، ومنها في (2184) بإسناده إلى الزهري عن عروة عن عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة به.

الصفحة 17