كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 2)

وقالَ عُرْوَةُ: لمَّا سَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الفَتْحِ قُتِلَ يَوْمِئذٍ مِنْ خَيْلِ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ رَجُلَانِ: حُبَيْشُ بنُ خَالِدٍ الخُزَاعِيُّ أَبو صَخْرٍ، وخَالِدٌ يُدْعَى الأَشْعَرُ، وقِيلَ: إنَّهُ أَبو مَعْبَدٍ الخُزَاعِيُّ، وقِيلَ: خُنَيْسُ بنُ الأَشْعَرِ (¬1)، أَخُو أُمِّ مَعْبَدٍ، قَتِيلُ البَطْحَاءِ (¬2)، يَوْمَ الفَتْحِ، بِبَطْنِ مَكَّةَ.

[غَزْوَةُ تَبُوكَ]
وقيلَ لِدُحَيْمٍ (¬3): أَيُّ سَنَةٍ كَانَتْ تَبُوكُ؟ قالَ: سَنَةَ عَشْرٍ.
أَخْبَرنا أَبِي رَحِمَهُ الله، أَخْبَرنا أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إسْمَاعِيلَ، حدَّثني أَبِى، حدَّثنا هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، حدَّثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، حدَّثنا مَرْزُوقُ بنُ أَبي الهُذَيْلِ، أَخْبَرنيِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرنيِ عُرْوَةُ، عَنْ أَبيهِ رَضِيَ الله عنهُ أَنَّهُ قالَ: ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَبُوكَ يُرِيدُ الرُّومَ وكُفَّارَ العَرَبِ، فأَقَامَ بِهَا بِضَعْةَ عَشَرَ لَيْلَةً، ولَقِيهُ بِهَا وَفْدُ أَذْرُحٍ، ووَفْدُ إيْلَةَ، فَصَالحَهُم عَلَى الجِزْيةِ، ثُمَّ قَفَلَ ولم يُجَاوِزْهُمَا، وأَنْزَلَ الله تَبَارَكَ وتَعَالىَ عَلَى نَبِيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} إلى قَوْله عَزَّ وَجَل: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [سورة التوبة: 117 - 118].
وَهُم:
¬__________
(¬1) قال ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 181: قال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: (خنيس بالخاء المعجمة والنون، والأول أصح) يعني: حبيش.
(¬2) قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 406: (يقال لحُبيش هذا ولأبيه قَتِيلُ البَطْحاء).
(¬3) هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدِّمشقي الإِمام الحافظ المتقن، شيخ البخاري وغيره.

الصفحة 37