كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 2)

وفِيهَا مَاتَ النَّجَاشِيُّ بأَرْضِ الحَبَشَةِ، واسْمُهُ أَصْحَمَةُ، في رَجبٍ، عِنْدَ مُنْصَرَفِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ تَبُوكَ.
وأَخْبَرنا أَبِي رَحِمَهُ الله، أَخْبَرنا مُحمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ بن يُوسُفَ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبي دَاوُدَ، حدَّثنا يُونُسُ بنُ مُحمَّدٍ المُؤَدَّبُ، حدَّثنا صَدَقَةُ بنُ أَبي سَهْلٍ، عَنْ يُونُسَ بنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ مُعَاوِيةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ غَازِيًا بِتَبُوكَ فأَتَاهُ جِبريلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فقالَ: يا مُحمَّدُ، هَلْ لَكَ في جِنَازَةِ مُعَاوِيةَ بنِ مُعَاوِيةَ المُزَنِيِّ؟ قالَ: نَعَمْ، فَقَالَ جِبريلُ بِيَدِه هَكَذا، فَفَرَّجَ لَهُ عَنِ الجبَالِ والآكَامِ، فقامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمشِي ومَعَهُ جِبريلُ، ومَعَ جِبريلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَصَلَّى عَلَى مُعَاوِيةَ بنِ مُعَاوِيةَ المُزَنِيِّ، فقالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لجِبريلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا جِبرِيلُ، بِمَ بَلَغَ مُعَاوِيةُ هَذا؟ قالَ: بِكَثرةِ قِرَاءَتِه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كَانَ يَقْرَأُهَا قَائِمًا وقَاعِدًا، ورَاكِبًا، ورَاقِدًا، ومَاشِيًا، فبِهَذا بَلَغَ مَا بَلَغَ (¬1).
أَخْبَرنا أَحْمَدُ بنُ مُوسَى بنِ مَرْدُويَه، حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ إسْحَاقَ بنِ إبْرَاهِيمَ، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ، حدَّثنا سَعِيدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثنا عبَّادُ بنُ العَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ حُسَينٍ، فأَخْبَرنيِ إيَاسُ بنُ مُعَاوِيةَ، عَنْ عِكْرِمةَ بنِ خَالِدٍ المَخْزُومِيِّ: أنَّ أَبا بَكْرٍ حَجَّ في ذِي القِعْدَةَ فَلَمَّا كَانَ في العَامِ المُقْبِلِ حَجَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في ذِي الحِجَّةِ (¬2).
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 429، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 509 بإسنادهما إلى يونس المؤدب به، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 149: رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن أبي سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، قلت: ورواه الطبراني في المعجم الأوسط 4/ 163، وابن عساكر في تاريخه 62/ 239، وقال الهيثمي: وفيه بقيَّة وهو مدلس وليس فيه علة غير هذا.
(¬2) لم أقف عليه من هذا الطريق، وهو مرسل.

الصفحة 40