كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 2)

يُغَسِّلُكَ؟ قالَ: رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي الأَدْنَى فالأَدْنَى، قُلْنَا: فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ قالَ: في ثِيَابِى هذه إنْ شِئْتُم، أَو في بَيَاضِ مِصْرَ، أَو في حُلَّةٍ يمَانِيَّةٍ، قُلْنَا: فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ يا نَبِيَّ الله؟ قالَ: مَهْلًا غَفَر الله لكُمْ، وجَزَاكُمُ الله عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، قالَ: فَبَكَيْنَا وبَكَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قالَ: إذا أَنْتُم غَسَّلْتُمُوني وكَفَّنْتُمُوني ووَضعْتُمُوني عَلَى سَرِيرِي في بَيْتِي هَذا عَلَى شَفِيرِ قَبرِي فاخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فإنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلِيَّ جَلِيسِي وحَبِيبِي وخَلِيلِي جِبِرْيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ مِيَكائِيلُ، ثُمَّ إسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ المَوْتِ مَعَ جُنُودٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا، وصَلُّوا عَلَيَّ، وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، ولا [تُوْذُوني] (¬1) بِصَيْحَةٍ، ولَا رَنَّةٍ، ولْيَبْدأْ بالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي ونِسَائِهِم، ثُمَّ أَنْتُم بَعْدُ، ومَنْ يَكُونُ مِنْ إخْوَاني عَلَى دِيْنِكُم فأَقْرِؤُهُم السَّلَامُ كَثِيرًا، وإنِّي أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ سلَّمْتُ عَلَى مَنْ تَابَعَنِي في دِينِي إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، قُلْنَا: فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبركُ يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرَةٍ يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ (¬2).
وفي رِوَايةٍ أخْرَى: فإنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ رَبِّي تَبَارَكَ وتَعَالىَ.
¬__________
(¬1) جاء في الأصل: (ولا تؤذي) وهو مخالف لما جاء في المصادر.
(¬2) كتب في حاشية الأصل: (موضوع) قلت: أخرجه البزار في مسنده 5/ 394، والطبراني في المعجم الأوسط 4/ 208، وفي كتاب الدعاء (1121) من طريق عمرو بن محمَّد العنقزي عن عبد الرحمن بن الأصبهاني به، ورواه أحمد بن منيع في مسنده، كما في المطالب العالية (4430)، وأبو نعيم في الحلية 4/ 168 بإسناده إلي الحسن العرني به، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 595: (رواه البزار وقال: روي هذا عن مرَّة عن عبد الله من غير وجه، والأسانيد عن مُرَّة متقاربة وعبد الرحمن لم يسمع هذا من مُرَّة، إنما أخبره عن مُرَّة، ولا نعلم رواه عن عبد الله غير مُرَّة، قلت: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن إسماعيل بن سَمُرة الأَحْمَسي وهو ثقة. ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: قبل موته بشهر. وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق قال الأزدي: لا يصح حديثه).

الصفحة 48