كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 2)

* وأُبَيُّ بنُ قَيْسٍ، أَخُو عَلْقَمةَ بنِ قَيْسٍ، وأن لَهُ ولِفَرسهِ خُصَيٌّ مِنْ قَصَبٍ فَكَانَ إذا غَزَا هَدَمهُ، وإذا رَجَعَ بَنَاهُ (¬1).
وقِيلَ: أُتِيَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بلَبَنٍ فَشَرِبهُ، ثُمَّ قالَ: إنَّ رَسُولَ الله قالَ: هَذِه آخِرُ شُربَةٍ تَشرَبُهَا مِنَ الدُّنيا، ثُمَّ قامَ فَقَاتلَ حَتَّى قُتِلَ، ودُفِنَ هُنَاكَ.
وقِيلَ لإبْرَاهِيمَ: يا أَبا عِمْرَان، أَشَهِدَ عَلْقَمَةُ يومَ صِفِّينَ؟ قالَ: نَعَمْ، وخَضَّبَ سَيْفَهُ دَمًا.
* وشُرَحْبِيلُ بنُ ذِي كِلَاعٍ الحِمْيرِيُّ (¬2).

[خُرُوجُ الخَوَارِجِ عَلَى عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ]
ثُمَّ كانَ الحَكَمَينِ، وتَكَلَّمَ القُرَّاءُ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، فَقَالُوا: حَكَّمَ في أَمْرِه، وشَكَّ في نَفْسهِ، وأَنْكَرُوا الحُكُومةَ، وقَالُوا: لا حُكْمَ إلَّا لله عَزَّ وَجَلَّ، وتَبَرَّؤا مِنْ عَلِيٍّ بِتَحْكِيمهِ الحَكَمَينِ، وشَهِدُوا عَلَيْهِ بالكُفْرِ، ثُمًّ خَرَجُوا عَنْ عَلِيٍّ مِنَ الكُوْفَةِ، وعَسْكَرُوا بِقَرْيةٍ قَرِيبٍ مِنَ الكُوْفَةِ يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءَ، فَسُمُّوا الحَرُورِيِّةَ.
ووَجَّهَ إليهِم عَلِيٌّ عَبْدَ الله بنَ عبَّاسٍ فَكَلَّمَهُم وحَاجَّهَمُ، فقالَ: حَكَّمَ الله في طَائِرٍ يُصيبُ المُحْرِمَ رَجُلَينِ، ولا يُحَكِّمُ رَجُلَينِ عَلَى أنْ يَحْكُما
¬__________
(¬1) أُبَيُّ هذا هو النخعي، وهو أحد المخضرمين، هاجر مع أخيه علقمة زمن عمر، ذكره ابن حجر في الإصابة 1/ 286، والخُصَيُّ تصغير: خُصّ، وهو البيت من قصب، ينظر: القاموس المحيط ص 796.
(¬2) شهد هو وأبوه صفين وقتلا فيهما، ينظر: الإصابة 2/ 428.

الصفحة 577