كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير، يشكون أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم) (204) ، وعن بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال: (قلت يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منهن وما نذر؟ قال: ائت حرثك أنى شئت (205) ، وأطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تُقَبح الوجه، ولا تضرب) (206) وفي رواية بزيادة: " ولا تهجر إلا في البيت".
ولم يقف الإسلام من كرامة المرأة ورعايتها موقف المكتفي بكف الأذى عنها فحسب، بل كان مما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفيهها والحرص على سرورها، واجتلاب ما يفرحها، ويشرح صدرها في حدود ما أباحه الله وفي غير معصية
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يأتيني صواحبي، قالت: فكن ينقمعن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
__________
= وانظر ص (454 -470) من هذا القسم.
(204) رواه الإمام الشافعي (2/ 361، 362) ، وأبو داود رقم (2146) في النكاح: باب في ضرب النساء، وابن ماجه رقم (1985) في النكاح: باب ضرب النساء، والدارمي (2/147) في النكاح: باب في النهي عن ضرب النساء، وابن حبان رقم (1316) في النكاح: باب ضرب النساء (319 - 320) موارد، والحاكم في "المستدرك" (2/188) ، وقال: " هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي، وإياس مختلف في صحبته، انظر: " الإصابة" (1/165) ، وللحديث شاهد عند ابن حبان (1315 - موارد) من حديث ابن عباس، وآخر مرسل عند البيهقي (7/304) من حديث أم كلثوم بنت أبي بكر، والحديث صححه الألباني في " صحيح الجامع" رقم (7237) .
(205) انظر آداب الزفاف للألباني ص (99 - 106) ، و" أضواء البيان، للشنقيطي (1/124-128) .
(206) انظر تخريجه هامش رقم (737) .

الصفحة 101