كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

جليل الأجر وجميل المثوبة، ورأينه خَلة (245) الأنبياء وسنة الصديقين، وآية المقربين، وقرأن قول الله تباركت حكمته: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وقوله جلت آياته في الصابرين: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة (157) ، وسمعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن ربه عز وجل: (يقول الله: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِيه (246) من أهل الدنيا ثم احتسبه (247) إلا الجنة (248) .
وقوله صلى الله عليه وسلم للنساء: "ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار " فقالت امرأة: " واثنين؟ " قال صلى الله عليه وسلم: " واثنين " (249) .
كل ذلك وأشباهه - سمعنه ووعينه، فكان مسلاة نفوسهن، وراحة قلوبهن، وبرد أكبادهن (250) ، ثم جاءت السنة الشريفة بزواجر ومواعظ تبطل ما كان من عادات الجاهلية، وتنقضها من أصلها:
__________
(245) الخلًة: بفتح الخاء، الخصلة، وجمعها: خِلالً.
(246) صفي الإنسان: خليله، وخاصته الذي يصطفيه، ويختاره دون الناس.
(247) احتسبه: أي ادخر أجره عند الله تعالى.
(248) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه البخاري (11/207) في الرقاق: باب العمل الذي يبتغى به وجه الله.
(249) رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه البخاري (1/175) في العلم: باب هل يجعل للنساء يوما على حدة في العلم، وفي الجنائز: باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الاعتصام: باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل، ومسلم رقم (2633) في البر والصلة: باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه.
(250) وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر نماذج عملية لامتثال المؤمنات هذه التعاليم في الفصل الخامس من الباب الثالث: " المرأة مؤمنة مجاهدة صابرة،.

الصفحة 112