كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

وعن أنس رضي الله عنه قال: (دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أي سيف القَيْن - وكان ظِئرًا (265) لإبراهيم عليه السلام - فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، فقبَّله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فَجَعَلَتْ عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تَذْرِفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: " وأنتَ يا رسول الله؟ "، فقالَ: (يا ابنَ عوني، إنها رحمة"، ثم أتبعها بأخرى، فقال: " إنَّ العين تدمع، والقلب يخشع، ولا نقول إلا ما يرضِي رَبنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون) (266) .
وعن عائشة رضي الله عنها: " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبله، وبكى حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه" (267) .
هدي الإسلام في الحداد على الميت:
ولا ينافي الصبر أن تمتنع المرأة من الزينة كلها حدادا على وفاة ولدها أو غيره إذا لم تزد على ثلاثة أيام، إلا على زوجها فتحد أربعة أشهر وعشرا لغير الحامل،: عن حميد بن نافع قال: " أخبرتني زينب بنت أبي سلمة قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان ابن حرب، فدعت أم حبيبة بطيب فيه صُفرَة خَلوق أو غيره، فدهنت منه جارية، ثم مَست بعارضَيها، ثم قالت: (والله ما لى بالطيب من
__________
(265) أي زوج مرضعة إبراهيم عليه السلام.
(266) رواه البخاري (3/139) في الجنائز: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنا بك لمحزونون، ومسلم رقم (2315) في الفضائل: باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه، وأبو داود رقم (3126) في الجنائز: باب في البكاء على الميت.
(267) أخرجه أبو داود رقم (3163) في الجنائز: باب في تقبيل الميت، والترمذي رقم (989) في الجنائز: باب ما جاء في تقبيل الميت، وقال الترمذي: "حديث عائشة حديث حسن صحيح"، وقال: " وفي الباب عن ابن عباس وجابر وعائشة قالوا: =

الصفحة 117