وفي رواية البخاري في "الأدب المفرد"، وكذلك الترمذي مختصرا: "إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه ".
ويروى عن عبد الله بن دينار بلفظ: (مر أعرابي في سفر، فكان أبو الأعرابِي صديقًا لعمر رضي الله عنه، فقال للأعرابي: " ألستَ ابن فلان؟ "، قال: " بلى، فأمر له ابن عمر بحِمار كان يستعقب (387) ، ونزع عمامته عن رأسه فأعطاه، فقال بعض من معه: (أما يكفيه درهمان؟ " (388) ، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " احفظ وُدً أبيك، لا تقطعه فيطفئ الله نورَك ") (389) .
وعن ثابت البُناني عن أبي بردة قال: (قدمت المدينة، فأتاني عبد الله بن عمر، فقال:، أتدرى لم أتيتُك؟ " قال: قلت: لا، قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَنْ أحَب أن يَصِلَ أباه في قبره، فَلْيَصِل إخوانَ أبيه مِن بعده "، وإنه كان بين أبي: عمرَ، وبين أبيك إخاء وود، فأحببت اًن أصِلَ ذلك) (390) .
__________
= وأبو داود رقم (5143) في الأدب: باب بر الوالدين، والترمذي رقم (1904) في البر والصلة: باب ما جاء في إكرام صديق الوالد، ومعنى (أبر البر، أفضله بالنسبة إلى والده، وكذا والدته، وذلك باْن يحفظ الابن أهل ود أبيه وأمه إذا ماتا أو غابا، فيحسن إلى قرابتهما وأحبائهما، فإن هذا من تمام الإحسان إلى الأب، وإنما عُد هذا من أبر البر، لأنه إذا حفظ غيبه فهو بحفظ حضوره أولى وأحرى.
(387) أي يستريح عليه إذا ضجر من ركوب البعير كما في الرواية السابقة.
(388) ولفظ مسلم: (قال ابن دينار: " قلنا له: إنهم الأعراب، وهم يرضَوْن باليسير ") .
ورواه بهذا اللفظ البخاري في " الأدب المفرد" رقم (40) ، وعزاه في الجامع الصغير) إلى الطبراني في " الأوسط" والبيهقي في " شعب الإيمان"، وقال الحافظ العراقي: " إسناده جيد"، وحسنه الهيثمي، والسيوطي كما في: "فيض القدير" (1/196) ، وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع" (1/106) رقم (210) .
(390) أخرجه ابن حبان (2031) ، وصححه الألباني على شرط البخاري، وعزاه =