كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

إدخال الحطب في ليلة باردة، فلما نام يحيى، قام الفضل إلى قُمْقُمَةٍ، وملأها ماءً، ثم أدناه من المصباح، ولم يزل قائمًا - وهو في يده - حتى أصبح) (396) .
قال ابن المنكدر: " بِتُّ أكبس رِجْلَ أبى، وبات آخر يصلي - يعنى التهجد- ولا يسرني ليلته بليلتي " (*) .
وعن أبي عبد الرحمن قال: " كان رجل منا بَرُّا بوالديه، فأمراه أو أمره أحدهما أن يتزوج، فتزوج، فوقع بين أمه وبين امرأته شر، ووافقه أهله، فقالت له أمه: طلقْها، قال: فاشتد عليه أن يطلق امرأته، واشتد عليه أن يعق أمه، قال: فرحل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقص عليه قصته، فقال: ما كنت آمرك أن تطلق امرأتك، ولا أن تَعُق أمك، ولكن إن شئت حَدَثتُك حديثًا سمعتهُ من النبي صلى الله عليه وسلم: " الوالد (397) أوسط (398) أبواب الجنة، فإن شئت فحافظ على الباب، أو ضَيعْ "، قال فأنا أشهدكم أنها طالق، فرجع وقد طلق امرأته " (399) .
وعن أبي كثير السُّحَيمي قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه، قال: " والله، ما خلق الله مؤمنًا يسمع إلا أحبني "، قلت: " وما علمك بذلك؟ ! "، قال: (إن أمي كانت مشركة، وكنت أدعوها إلى
__________
(396) " بر الوالدين، للطرشوشي ص (78) .
(*) من " المرأة وحقوقها، للشيخ مبشر الطرازي ص (62) .
(397) الوالد: أي الشخص الوالد، فيشمل الأم والأب.
(398) أوسط أبواب الجنة: أي خير أبواب الجنة، والمقصود أن طاعته تؤدي إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها.
(399) الترمذي (1901) في البر والصلة، وقال: " هذا حديث صحيح، وصححه ابن حبان (2023) ، وانظر " شرح السنة) للبغوي (13/10-11) ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن تأمره أمه بطلاق امرأته: " لا يحل له أن يطلقها، بل =

الصفحة 174