كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

وأصحابه، فقالت له أمه: " إني أرى هذا وأصحابه، وأكرههم، وما يعجبوني، فلا تجالسهم "، قال: " فجاء إليه عمرو وأصحابه، فأشرف عليهم، فقال: "إن أمي قد كرهتك وأصحابك، فلا تأتوني " (408) اهـ.
وقيل: " إن محمد بن سيرين كان يكلم أمه كما يُكَلَّمُ الأمير الذي لا يُنْتَصَف منه " (*) .
وعن بعض آل سيرين قال: " ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع "، وعن ابن عون قال: (دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: " ما شأن محمد أيشتكي شيئا؟ " قالوا: " لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه ") (409) .
وهذا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهما وهو المسمى زين العابدين كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه، حتى قيل له: " إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة "، فقال: " أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عَيْنها، فأكون قد عققتها " (410) اهـ.
وهذا عبد الله بن عون (نادته أمه فأجابها، فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين) (411) .
(وكان طلق بن حبيب من العباد والعلماء، وكان يُقَبلُ رأسَ أمه،
__________
(408) "السابق" (6/212) .
(*) "المرأة وحقوقها" للشيخ مبشر الطرازي ص (62) .
(409) " السابق " (2/273) .
(410) " عيون االأخبار " (3/97) .
(411) " حلية الأولياء " (3/39) .

الصفحة 178