ويذكر " جوستاف لوبون " أن المرأة في الهند (تعد بعلها ممثلًا للآلهة في الأرض، وتُعَدُ المرأة العَزَبُ (62) ، والمرأة الأيم (63) على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسي، والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات، ومن الأيامى الفتاة التي تفقد زوجها في أوائل عمرها، فموت الرجل الهندوسي قاصم لظهر زوجته فلا قيام لها بعده، فالمرأة الهندوسية إذا آمت- أي فقدت زوجها- ظلت في الحداد بقية حياتها، وعادت لا تعاملٍ كإنسان، وعُدَّ نظرها مصدرًا لكل شؤم على ما تنظر إليه، وعدت مُدَنسَة لكل شيء تمسه، وأفضل شيء لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها، وإلا لقيت الهوان الذي يفوق عذاب النار) (64) .
__________
(6) المرأة عند الفرس:
"أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت، وكانت تنفي الأنثى في فترة الطمث إلى مكان بعيد خارح المدينة، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام، وفضلا عن هذا كله فقد كانت المرأة الفارسية تحت سلطة الرجل المطلقة، يحق له أن يحكم عليها بالموت، أو ينعم عليها بالحياة" (65) .
(7) المرأة عند اليهود:
كانت بعض طوائف اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخادم، وكان لأبيها
__________
(62) العزب يطلق على الذكر والأنثى.
(63) الأيم من الرجال من فقد زوجته، ومن النساء من فقدت زوجها. (64) "حضارات الهند " لغوستاف لوبون (ص 644-646) وما دفع هذا الحيف عن المرأة الهندية التي يموت زوجها، إلا بحكم الإسلام فيهم الذي كاد يحكم عموم الهند، خاصة في أيام الملك الصالح أورنك زيب رحمه الله، حتى احتل الإنكليز الهند، وفعلوا ما فعلوا خاصة بالمسلمين من أهلها.
(65) "حقوق المرأة في الإسلام" لمحمد رشيد رضا (ص 27-28) .